کد مطلب:281451 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:281

یوم النداء
كیف یكون النداء؟ سؤال مهم قد یراود المحققین عن حقیقة النداء باسم

الإمام علیه السلام. كیف یتحقق النداء ومتی یكون النداء؟ ومن سیكون المنادی باسم الإمام المهدی علیه السلام؟ هل هو الملك العظیم جبرائیل علیه السلام؟ أم هو نداء من السماء یتردد بواسطة الأجهزة التی صنعها البشر؟ إذا كان المنادی هو سیدنا ومولانا جبرائیل علیه السلام فحینئذ لا یشكل علی أحد لأن النداء یكون خارقاً للعادة. أما إذا كان المعنی المنظور فی الروایات هو مجرد مناداة من الفضاء كأن یكون عبر الأثیر بواسطة الرادیو أو التلفاز, ففی هذه الصورة یشكل علی الناس خصوصاً مع وجود نداء وصوت معارض للنداء الأول یكون من قبل شیاطین وأبالسة الجن والأنس یحاولون باستمرار الوقوف فی وجه الحق والعدل مما یسبب إنكار الناس للإمام علیه السلام والروایات الواردة فی هذا الباب عدیدة وهی تؤكد إن هناك منادیین منادٍ من السماء ومنادٍ من الأرض. بید أن بعضها تذكر المنادی فی حین تسكت الأكثر منها عن البیان، وإلیك طائفة من هذه الأخبار.

1- عن الفضل، عن ابن محبوب، عن علی بن أبی حمزة، عن أبی عبد الله علیه السلام قال: - خروج القائم علیه السلام من المحتوم.

قلت: وكیف یكون النداء؟

قال: ینادی مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق مع علی وشیعته. ثم ینادی إبلیس فی آخر النهار: ألا إن الحق فی عثمان وشیعته. فعند ذلك یرتاب المبطلون.-.

2- وعنه أیضاً علیه السلام: - الصوت فی شهر رمضان فی لیلة جمعة، لیلة ثلاث وعشرین فلا تشكوا فی ذلك واسمعوا وأطیعوا، وفی آخر النهار صوت إبلیس اللعین ینادی: ألا إن فلاناً قتل مظلوماً، لیشكك الناس ویفتنهم... وعلامة ذلك أن المنادی ینادی باسم القائم واسم أبیه حتی تسمعه العذراء فی خدرها فتحرِّض أباها وأخاها علی الخروج-.

3- وعنه أیضاً علیه السلام: -... فإن أشكل هذا كله علیهم فإنّ الصوت من السماء لا یشكل علیهم إذا نودی باسمه واسم أبیه وأمّه-.

4- عن الإمام الباقر علیه السلام: - ینادی مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق فی علی وشیعته، ثم ینادی إبلیس لعنه الله فی آخر النهار ألا إن الحق فی السفیانی وشیعته فیرتاب عند ذلك المبطلون-.

5- عن الإمام الباقر علیه السلام: - ینادی مناد من السماء ألا إن فلان بن فلان هو الإمام وینادی باسمه، وینادی إبلیس - لعنه الله- من الأرض كما نودی برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لیلة العقبة-.

6- عن أمیر المؤمنین علیه السلام: - وینادی منادٍ فی شهر رمضان من ناحیة المشرق عندما تطلع الشمس یا أهل الهدی اجتمعوا، وینادی من ناحیة المغرب بعدما تغیب الشمس یا أهل الضلالة اجتمعوا-.

7- عن أمیر المؤمنین علیه السلام عن الرسول صلی الله علیه و آله و سلم: -... كأنی بهم آیس من كانوا، ثم نودی بنداء یسمع من البعد كما یسمع من القرب، یكون رحمة علی المؤمنین وعذاباً علی المنافقین. قلت وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات فی رجب، أولها ألا لعنة الله علی الظالمین.. ینادی ألا إن الله بعث فلان بن فلان حتی ینسبه إلی علی -فأسمعوا له وأطیعوا- فیه هلاك الظالمین فعند ذلك یأتی الفرج...-.

ولكن السؤال متی یكون النداء، هل یكون فی شهر رمضان المبارك من السنة التی یخرج فیه الإمام، أم یكون فی شهر محرم الحرام؟

فی الحقیقة إن وقت النداء غیر معلوم بسبب وجود اختلاف فی الروایات فمع توكید بعض الروایات علی أن النداء باسم القائم علیه السلام یكون فی الثالث والعشرین من شهر رمضان، إلاّ أن هناك بعض الأحادیث وخاصة الواردة عن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم تصرّح أن النداء یكون فی شهر محرم الحرام، تماماً كما یوجد هذا الاختلاف فی یوم خروجه هل سیكون فی العاشر من محرم یوم الجمعة كما هو مشهور، أم یكون یوم السبت یوم استشهاد الإمام الحسین علیه السلام كما هو المحقق.

8- عن الرسول صلی الله علیه و آله و سلم: - وفی المحرم ینادی مناد من السماء: ألا إن صفوة الله من خلقه فلاناً فاسمعوا له وأطیعوا، فی سنة الصوت والمعمعة-. وهذه الروایة لا تحدد من یكون المنادی.

9- عن الإمام الصادق علیه السلام: - العام الذی فیه الصیحة قبله الآیة فی رجب. قلت: وما هی؟ قال: وجه یطلع فی القمر وید بارزة-.

وعلی كل حال فإن صوت القائم بالحق علیه السلام لن یكون أضعف من صوت إذاعات غیره من البشر. فی الحقیقة تسطع فی سماء العالم بنداء الحق فمن شاء فلیؤمن ومن شاء فلیكفر ولكن نداء الحق هذه المرة من القوة بحیث یجعل الناس یخضعون لها كما یقول الإمام الباقر علیه السلام: إذا سمعوا الصوت أصبحوا كأنما علی رؤوسهم الطیر!. أما لو كانت الصیحة خضعت له أعناق أعداء الله!. فإن أشكل علیهم من ذلك شیء, فإن الصوت لا یشكل علیهم إذا نودی باسمه و اسم أبیه...

أجل إن ذلك لیس علی الله بمستحیل ولكن هل إن ذلك یكون مباشرة من السماء؟ أم أن هناك وسیلة طبیعیة جعلها الله فی متناول ید البشر كأن یذاع نبأ ثورة الإمام المهدی المنتظر عبر الإذاعات والمحطات الفضائیة وكل قوم یتحدثون عن هذا الأمر الجدید بلغتهم المتداولة ولیس هناك حاجة ملحة بتدخل سماوی مباشر حتی نسوق الروایة إلی حالة إعجازیة خارقة للطبیعة كما وأن شیاطین الإنس یتحركون ضد الإمام ویستخدمون تلك الوسائل فی تكذیبه والافتراء علیه.

إن المؤكد من هذه الأخبار أن النداء من السماء ولكن لا یُدری هل هو صوت ملك من ملائكة الله عز وجل أم هو عبر الأثیر والإذاعات، وذلك باعتبار أن قیام القائم هو بأذن الله. فالنداء باسمه یكون من السماء بخلاف صوت الأعداء المخالف للإمام المهدی علیه السلام فندائهم من شیاطین الجن ومن أهواء الإنس التی تخلد إلی الأرض فالنداء من قبلهم یكون للأرض والخلود فیها والتثاقل إلیها.

وهذا احتمال یجب أن لا نغفل عنه خصوصاً وأن المعركة قائمة علی قدم وساق بین الفریقین وأن النداءات تتلو بعضها البعض فی كل أرجاء المعمورة. وقد جاءت روایات عدیدة أخری حول النداء باسم القائم علیه السلام نشیر فیما یلی إلی بعضٍ منها:

1- ما جاء بسند عن داود الرقی، قال: قلت لأبی عبد الله علیه السلام جعلت فداك قد طال هذا الأمر علینا حتی ضاقت قلوبنا ومتنا كمداً، فقال: - إن هذا الأمر آیس ما یكون وأشد غماً، ینادی مناد من السماء باسم القائم واسم أبیه-. فقلت جعلت فداك ما اسمه؟ قال: - اسمه اسم نبی، واسم أبیه اسم وصی-.

2- ماجاء بسند عن الأصبغ بن نباته قال: خطب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام بالكوفه فحمد الله تعالی وأثنی علیه ثم قال -... ألا إن منا قائماً عفیفة أحسابه سادة أصحابه تنادوا عند اصطلام أعداء الله باسمه واسم أبیه فی شهر رمضان ثلاثاً، بعد هرج وقتال... -.

3- ما جاء بسند عن جابر عن الإمام الباقر علیه السلام: -.. والقائم رجل من ولد الحسین یصلح الله له أمره فی لیلة فما أشكل علی الناس من ذلك یا جابر فلا یشكل علیهم ولادته من رسول الله، ووراثته العلماء عالماً بعد عالم، فإن أشكل هذا كله علیهم فإن الصوت من السماء لا یشكل علیهم إذا نودی باسمه واسم أبیه وأمه-.

4- أخرج النعمانی فی الغیبة بسنده عن زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام أنه قال: - ینادی باسم القائم، فیؤتی وهو خلف المقام فیقال له: قد نودی باسمك فما تنتظر؟ ثم یؤخذ بیده فیبایع..- الحدیث.

5- أخرج النعمانی أیضاً بسنده عن ناجیة القطان عن الباقر علیه السلام أنه قال: - أن المنادی ینادی أن المهدی (من آل محمد) فلان بن فلان، باسمه واسم أبیه..-.

6- أخرج النعمانی فی الغیبة بسنده عن أبی بصیر عن الصادق علیه السلام أنه قال: - ینادی باسم القائم یا فلان بن فلان قم-.

7- أخرج النعمانی فی الغیبة عن أبی بصیر عن الإمام الصادق علیه السلام أنه قال: - ینادی باسمه فی جوف السماء... باسمه واسم أبیه ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطیعوه...-.

8- أخرج النعمانی أیضاً بسنده عن عبد الله بن سنان عن الصادق علیه السلام: - ینادی باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء ألا إن الأمر لفلان بن فلان ففیم القتال؟!!-.

9- أخرج أیضاً بسنده عن ابن سنان عن الصادق علیه السلام: - لا یكون هذا الأمر الذی تمدون إلیه أعناقكم حتی ینادی مناد من السماء ألا إن فلاناً صاحب الأمر، فعلام القتال؟-.

10- أخرج أیضاً بسنده عن ابن سنان عن الصادق علیه السلام: - فینادی منادٍ صادق من شدة القتال، فیم القتل والقتال؟! صاحبكم فلان-

11- أخرج بسنده عن ابن أبی یعفور أنه سأل الصادق علیه السلام، وما الصوت، أهو المنادی؟ فقال علیه السلام: - نعم، وبه یعرف صاحب هذا الأمر..-

12- أخرج الصدوق فی إكمال الدین بسنده عن میمون البان عن الباقر علیه السلام -.. ینادی منادٍ من السماء أن فلان بن فلان هو الإمام، باسمه...-.

وجاء عن الصادق علیه السلام قوله: إنها تكون صیحة تتبعها هدّه. (وجاء عنه:) إنها تكون ثلاثة أصوات فی رجب:

الأول:ألا لعنة الله علی الظالمین.

والثانی: أزفت الآزفة یا معشر المؤمنین.

والثالث: یری الناس بدناً بارزاً نحو عین الشمس - مع قرنها ینادی: ألا إن الله بعث فلاناً بن فلان. حتی ینسبه إلی علی علیه السلام فیه هلاك الظالمین, فاسمعوا له وأطیعوا. فعند ذلك یأتی الفرج ویذهب غیظ قلوبهم. (وورد عن الباقر علیه السلام قریب منه، وسیبهت الله المنكرین حین حدوث هذه الآیات, وسیتحقق ما عنته الآیة الكریمة: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِینَ) (الشعراء،4) والتسلسل المذكور فی الروایة لا یعنی بالضرورة وقوع هذه العلامات بالترتیب بمعنی وقوع هذه العلامة بعد تلك فما أكثر الروایات التی تحدثت بهذا الصورة كان فیه التقدیم والتأخیر وإنما المنظور تحقق هذه الأمور الثلاثة قبل خروج الإمام علیه السلام إلا إذا كان هناك تصریح بالتقدیم لما جاء فی هذه الروایة (العام الذی فیه الصیحة, قبله الآیة فی رجب. فقیل له: وما هی؟ قال وجه یطلع فی القمر, وید بارزة, وتطلع كف تشیر. والنداء الذی من السماء یسمعه أهل الأرض: كل أهل لغة بلغتهم).

وصورة الوجه التی تظهر فی القمر كآیة وعلامة للخروج یختلف عن العلامة لرؤیة بدن فی عین الشمس. وقد علق علی هذه الروایة صاحب كتاب یوم الخلاص قائلاَ: (وما أكثر الوجوه التی رأیناها ومعاصرونا فی القمر من رواد الفضاء, و ما أكثر الأیادی التی شوهدت تحفر سطحه لتحمل لنا من ترابه و صخوره؟! فلا غرو أن ننظر یداً وسلطاناً سماویاً بعد أن حقق العلماء من البشر انتصاراتهم المعروفة فی غزو القمر و بقیة الكواكب).

13- حدثنا أحمد بن سعید قال حدثنا أحمد بن یوسف بن یعقوب قال حدثنا إسماعیل بن مهران قال حدثنا الحسین بن علی بن أبی حمزة عن أبیه عن شرحبیل قال: قال أبو جعفر علیه السلام وقد سألته عن القائم علیه السلام فقال: إنه لا یكون حتی ینادی مناد من السماء یسمع أهل المشرق و المغرب حتی تسمعه الفتاة فی خدرها-.

فلا شیء ممّا خلق الله (فیه) الروح إلا سمع الصیحة, ولا یبقی راقد إلا استیقظ, ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام علی رجلیه فزعا من ذلك الصوت, - هو صوت جبرائیل الأمین-. فرحم الله من سمع ذلك الصوت فأجاب. فی هذه الروایة بیان عن النداء الذی یسمعه أهل المشرق والمغرب غیر أن هذه الروایة تذكر الصیحة التی لا تدع راقداً إلا استیقظ ولا قائماً إلا قعد فزعاً من ذلك الصوت فهل النداء والصیحة هما أمر واحد أم هما أمران مختلفان نداء وصیحة فالصیحة توجب الفزع والخوف فی الناس بخلاف النداء فی الحقیقة الروایات السابقة لا تذكر شیئاً عن الصیحة إنما نتحدث عن النداء وحسب كما لا تذكر بعضها من المنادی فهل هناك أمران مختلفان أحدهما صیحة وهدّة وفزعة تروّع الناس كصوت الأنفجارات المهیبة التی تحدثها القنابل والصواریخ أم هما شیء واحد نداء علی صورة صرخة مرعبة.

قد یكون هذا وذاك حیث أن هناك احتمال بحدوث خلط فی بیان حدوثهما عند الراوی ولا یمكن الجزم بأحدهما إلا بما تكشفه أیام الخروج والله العالم. بید أن النداء عام وشامل یسمعه جمیع الناس كما روی عن الإمام الصادق علیه السلام أیضاً: - ولا یبقی ذو أذن من الخلائق إلا سمع ذلك النداء. وتقبل الخلائق من البدو والحضر و البر والبحر, یحدث بعضهم بعضاً, ویستفهم بعضهم ما سمعوا باذانهم-!. ثم وضع لموعدها علامة خاصة فی قوله صلی الله علیه و آله و سلم: - فی سنة كثیرة الزلازل والبرد-.

وقد قیل للإمام الصادق علیه السلام: فمن القائم علیه السلام وقد نودی باسمة؟ فقال: - لا یدعهم إبلیس حتی ینادی فی آخر اللیل فیشكك الناس-.

وقیل له: إنی لأعجب من القائم كیف یقاتل مع ما یرون من العجائب، من خسف البیداء بالجیش, و من النداء الذی یكون من السماء؟ فقال: - إن الشیطان لا یدعهم حتی ینادی كما نادی برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم یوم العقبة-.

إذا قلنا أن التدخل السماوی المباشر هو متحقق بأمر إلهی فی نداء الملك جبرائیل الأمین علیه السلام فلا یعنی ذلك أن إبلیس باستطاعته أیضاً أن یخرق القوانین الإلهیة وینادی مباشرةً ضد الإمام علیه السلام فربما یتحقق عبر تحریك شیاطین الإنس لیذیعوا نداء إبلیس علیه اللعنة والعذاب إلا إذا قلنا أن النداء السماوی باسم الإمام المهدی علیه السلام أیضاً لیس بالضرورة أن یكون من قبل سیدنا ومولانا جبرائیل علیه السلام بل یتحقق عبر الوسائل الطبیعیة بواسطة المذیاع والتلفاز وعلی كلِّ فلابد إذن من هذین الصوتین, فی بیاض نهار وأحد, صوت من السماء و صوت من الأرض... وبما أنهما نداءان متمیزان یفهمهما كل إنسان بلغته, وأن النداء الأول ینوه برجل من ولد أبی طالب و نسل فاطمة علیهاالسلام فإن ذلك یقطع كل شبهة عند العقلاء, و یجنبهم كل توهم. وقد سئل الصادق علیه السلام: تكون إذاً صیحتان, فمن یؤمن بهذه, ومن یؤمن بهذه؟ فقال: - یصدق بها من صدَّق بها قبل-أی أنه یعرف الصیحة الصادقة من كان سمع بها من قبل أن تكون- أو یصدق بها من كان مؤمناً بها قبل أن تكون. ثم تلا الآیة الكریمة: (أَفَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ یَهِدِّی إِلاَّ أَنْ یُهْدَی فَمَا لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ) (یونس:35).

وقال: صوت جبرائیل من السماء وصوت إبلیس من الأرض فاتبعوا الصوت الأول, وإیاكم والأخیر أن تفتنوا به. النداء حق إی والله, حتی یسمعهم كل قوم بلسانهم. (أی بلغتهم) فلا یبقی شیء خلق الله فیه الروح إلا سمعها... فها هو ذا یعود فیكرر القول ویقسم علی المناداة بمختلف اللغات ببداهة... فإنه لا بد أن یرد فیه اسم المهدی واسم أبیه. و مهما كان الحال فإن النداء یقطع جهیزة كل خطیب ومتحذلق, لصراحته ووضوحه... وما فتئ الأئمة علیه السلام یوضحون معالم الطریق حتی لا یبقی مجال للریب, و لینسد باب كل إبهام وإیهام عند سائر الأمم والطوائف, وعند مختلف الجنسیات والقومیات وأصحاب اللغات... وحذار أن یلتبس الأمر علی ضعفاء الإیمان, مما یدور علی لسان إبلیس الذی یلقی یومها, آخر سهم فی جعبته لیضل الناس, لأنه یوشك أن یدعی هو وحزبه و أتباعه, بعد ذلك الیوم, إلی العذاب الذی كذب به المكذبون، یوم یقوم الناس لرب العالمین, فی یوم الحساب.